رام الله – اوراد
في 15 اذار ،2011 اليوم الذي انطلق به الشباب الفلسطيني الى الشوارع وهم يهتفون للوحدة الوطنية والمصالحة، نظم مركز أوراد ورشة عمل بعنوان "الرأي العام الفلسطيني على مفترق طرق: تقييم لاحتمالات ثورات الشباب ألفلسطيني ." وعرض اوراد في الورشة نتائج احدث استطلاع اجراه في الضفة الغربية وقطاع غزة مع تحليل للاتجاهات والانماط عبر السنوات الماضية. وقد تم تحليل البيانات في ضوء آخر التطورات السياسية في فلسطين والمنطقة. وقد حضر الورشة ممثلو العديد من المؤسسات الفلسطينية بالإضافة الى ممثلي السفارات العربية والاجنبية في فلسطين. ولقد جمعت الورشة بين ممثلي مؤسسات دولية أيضا ومتحدثون وناشطون محليون لنقاش أفضل الوسائل لتحسين الرؤية الخاصة حول الاوضاع في فلسطين في ضوء ما يجري في البلدان العربية من ثورات.
لقد هدفت الورشة الى تجميع الاتجاهات التاريخية في الرأي العام الفلسطيني وربط المتغيرات بأخر الاحداث في العالم العربي و احتمالات حدوث احداث مماثلة في فلسطين. وقدم الدكتور نادر سعيد مدير عام أوراد عرضا مستفيضا حول بيانات تحليلية جمعت منذ عام 1991. وأوضح ان هذه البيانات تظهر العديد من مراحل تطور الرأى العام الفلسطيني، وان المرحلة الاولى عام 1991 مرحلة الدعم لعملية السلام والمفاوضات مبينا انه وفي عام 1993 بلغت نسبة المؤيدين لاتفاقية اوسلو اكثر من 65% و في ذات الوقت كانوا يتوقعون حدوث استقلال ودولة، بالإضافة الى نمو اقتصادي وتعزيزا كبيرا لانماط الحريات والديمقراطية، واشار الى انه في المرحلة الثانية بعد انشاء السلطة الوطنية الفلسطينية و التي اعادت التركيز على اقامة دولة فلسطينية و تغيرت الاولويات و ابرزت قضايا جديدة على الساحة كالفساد و بناء المؤسسات والديمقراطية وحقوق الانسان و المساواة بين الجنسيين. وكان هذا جهد موازِ لانتهاء الفترة الانتقالية المتفق عليها في اتفاقية اوسلو مضيفا أنه في المرحلة الثالثة فبدأت بخيبة امل من الجهات الداخلية و عملية السلام.
وبين د. سعيد ان الانتفاضة الثانية عام 2000 قد تميزت باليأس المتزايد، المشقة، والمواجهات العنيفة والتراجع الاقتصادي وأن هذه الظروف أدت إلى التوجه نحو اجراء انتخابات عام 2006 و وما افرزته الانتخابات فوزا لحركة حماس، مما أدى لحصار دولي وتراجع ظروف المعيشة كنتيجة لهذه الانتخابات، وبعد عام 2006 اكتسبت حماس شعبية من خلال كسب التعاطف الجماهيري حيث استقرت شعبيتها في نسب عالية. في حين، أن شعبية السلطة الفلسطينية لم تزداد، وقد تبع ذلك ظاهرة عكسية حيث شوهت شعبية حماس بسبب عدم قدرتها على التقدم بالشعب والقضية الفلسطينية الى الامام وفي هذا الوقت بدأت السلطة الفلسطينية ورئيس الوزراء سلام فياض اكتساب الشعبية أكثر، وفي الآونة الأخيرة ، فقد أدت خيبة الأمل من السلطة الفلسطينية وحركة حماس وعدم قدرتهما على التوصل إلى اتفاق المصالحة إلى ركود واضح. وأيضا فقد ظهرت ظاهرة أخرى مهمة في هذه الفترة وهي التحول من وسيلة اتجاهين سياسيين الى ثلاثة (فتح وحماس والمستقلين).
واكد الدكتور نادر سعيد ان وضع الخريطة السياسية الفلسطينية لا يختلف كثيرا عن اوضاع الدول العربية الاخرى التي تثور ضد الانظمة السياسية وقد يعود هذا لعدة عوامل منها الاهتمام الرئيسي الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة و الشباب الذي ينتمي 60% منهم لأحزاب سياسية و عدم قدرة المستقلين بالعمل معا من اجل احداث زخم كافي للتغيير.