الخلفية
أطلق مركز العالم العربي للبحوث والتنمية (أوراد) يوم الثلاثاء الموافق 16 تموز 2024 مبادرة بعنوان أولي: "نحو الغد: لقضية وشعب أكثر صموداً واستعدادً". جاء إطلاق هذه المبادرة في إطار تفاقم أزمات المجتمع الفلسطيني، ونظامه السياسي، بمفهومه الشمولي، الذي أصبح معرضاً للخطر، نتيجة الضغوطات الجمَة التي قد تؤدي إلى نتائج غير واضحة المعالم على الواقع الفلسطيني مستقبلاً. فالسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية تتعرض للحصار السياسي والاقتصادي من قبل الاحتلال الاسرائيلي والدول الغربية المانحة، الأمر الذي قد يؤدي إلى انهيارها. هذا إلى جانب الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة لمناطق واسعة من الضفة الغربية، وتزايد الاستيطان بشكل لافت منذ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وحتى اليوم. فحسب إحصائيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، صادر الاحتلال الاسرائيلي أكثر من "45 ألف دونم من أراضي الفلسطينيين" منذ تشرين الأول عام 2023 وحتى نيسان 2024. أما قطاع غزة، فالحرب الاسرائيلية الأخيرة المستمرة منذ تشرين الأول 2023 وحتى اليوم، أدت إلى تدمير مقومات الحياة كافّة، وتفتيت النسيج الاجتماعي للمواطنين، والقضاء على غالبية المؤسسات الحكومية والثقافية والصحية، ما جعل قطاع غزة منطقة غير صالحة للحياة البشرية.
حول المبادرة
في هذا السياق الفلسطيني المعقّد، وغياب الرؤية الفلسطينية المنهجية والعلمية سواء على المستوى الرسمي من قبل صنَاع القرار، وغير الرسمي من قبل المراكز البحثية والجامعات الفلسطينية، حول ما هو مطلوب فلسطينياً للخروج من هذا المأزق. أجرى مركز أوراد استطلاعات رأي حول غزة والمستقبل، والآفاق السياسية، والحكومة الفلسطينية، والأولويات للشعب الفلسطيني، وفي النتائج تَبيَّن أن 62% من المشاركين رأوا أن الأمور في فلسطين تسير بالاتجاه الخاطئ، وأبدى 57% منهم تفاؤلاً في المستقبل. في المقابل، يعتقد نحو ثلث المشاركين أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح، وفي نفس الوقت أبدى 41% نظرة تشاؤمية نحو المستقبل. تعكس وجهات النظر هذه التحديات السياسية والاجتماعية التي يعاني منها الفلسطينيون في قطاع غزة بشكل خاص، والضفة الغربية بشكل عام. في إطار ذلك، فإن مركز أوراد سيقوم بدعوة عدد من المفكرين والقيادات السياسية لتقديم آرائهم، في حوار بنّاء يهدف إلى إطلاق رؤية ذات توافق عالٍ، بناءً على أسس علمية، وتحمل دلالات عملية وآليات للتطبيق، تساهم في النهوض بالحالة الفلسطينية. سيتبع هذه المرحلة من التأطير السياسي، التركيز على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والخدماتية. ستبدأ المبادرة بتحليل وتأطير الرقعة الأوسع - بما في ذلك الصراع مع الاحتلال وتبعاته على النظام السياسي الفلسطيني والوحدة الوطنية. وتسعى المبادرة إلى محاولة تقديم رؤية لمستقبل المشروع السياسي الفلسطيني، ومحاولة وضع سيناريوهات علمية وقابلة للتطبيق على أرض الواقع.
حول الورشة
في ظل عدم مشاركة صناع القرار للمواطنين عامةً، والمؤثرين خاصةً، لتصوراتهم ورؤاهم ومقترحاتهم للحل، قام مركز أوراد بتنظيم الورشة الأولى من هذه المبادرة باستضافة القائد الفلسطيني جبريل الرجوب – عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وأمين سرها، وكذلك رئيس كل من المجلس الأعلى للشباب والرياضة، والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم واللجنة الأولمبية الفلسطينية، وجمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية. هدفت الورشة لتقديم تحليل للواقع ورؤية لمستقبل المشروع السياسي الفلسطيني، وتقديم هذه الرؤية للمجتمع الفلسطيني، وتحفيز كافة الأطراف والجهات على البدء بنقاش ممنهج وعلمي لتحديد معالم المرحلة القادمة سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.
حول جبريل الرجوب
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وأمين سرها، وكذلك رئيس كل من المجلس الأعلى للشباب والرياضة، والاتحاد الفلسطيني لكرة القدم واللجنة الأولمبية الفلسطينية، وجمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية.
الملخص
جاءت رؤية الرجوب، في اطار التفاعلات الدولية والاقليمية والاسرائيلي والمحلية التي تشكّل ضغوطات جمّة قد تؤدي إلى نتائج غير واضحة المعالم على الواقع الفلسطيني مستقبلاً. فعلى المستوى المحلي، يعاني النظام السياسي الفلسطيني من خللٍ استراتيجي ومشاكل عدة، لعل أهمها، الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس، وتداعياته على المؤسسات السياسية الفلسطينية، وغياب قيم الحرية والديمقراطية، وتفتيت وحدة الأراضي الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة. إلى جانب قيام حركة حماس بالهجوم على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2024، كرد فعل دفاعي على الممارسات الاسرائيلية منذ عام 1948 وحتى اليوم، ومحاولات حكومة بنيامين نتنياهو بتصفية القضية الفلسطينية، عبر الاستيطان، والتضييق السياسي على السلطة الفلسطينية. هذا إلى جانب، العمل على تطبيع العلاقات مع الدول العربية، لإضفاء الشرعية على وجودها في الإقليم.
تهدف رؤية الرجوب إلى بناء خارطة طريق لحوار فلسطيني-فلسطيني بين حركتي حماس وفتح في إطار ثلاث مقاربات هي: الأولى، سياسية: تقوم على أساس اتخاذ قرارات الأمم المتحدة مرجعية أساسية لتسوية الصراع الفلسطيني والإسرائيلي، وأهمها قراري "242" الذي يعتبر الأساس لحل الدولتين، و"194" لحل قضية اللاجئين الفلسطينيين. والثانية، نضالية: يرى الرجوب، ان من حق الشعب الفلسطيني مواجهة الاحتلال الاسرائيلي بكافة الوسائل المشروعة التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة، ولكن تعتبر المقاومة الشعبية الشاملة هي الوسيلة الأكثر جدوى ومنفعة في هذه المرحلة، نظراً لحالة التضامن العالمي الشعبي مع القضية الفلسطينية، وتزايد الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية على أراضي عام 1967. أما المقاربة الثالثة، فهي تنظيمية، وتقوم على أساس تنظيم الوضع الداخلي الفلسطيني، ويشمل ذلك، إعادة إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، وإقامة الحوار المباشر بين الفصائل الفلسطينية، والتخلص من العداء القديم بين حركة فتح وحركة حماس، ومواجهة الأجندة الخارجية، وتدخلاتها، ومن ذلك إنهاء علاقة حماس بالإخوان المسلمين، وأن يكون قرار المقاومة وشكلها وطني بامتياز. وتشكيل حكومة فلسطينية ضمن معايير محددة، وسقف زمني محدد، وتوفير الأفق السياسي لها لتتمكن من الحصول على المساعدات الدولية والاقليمية لإعادة إعمار قطاع غزة، مثل مشروع "مارشال" بعد الحرب العالمية الثانية. وأخيراً، اللجوء إلى صندوق الاقتراع لكي يتمكن الشعب الفلسطيني اختيار من يحكمه.
للاطلاع على نص الرؤية كاملاً اضغط على الصورة التالية:
مرفقات مهمة:
- بكر أبو بكر - "أوراد واستطلاع "النكبة" في غزة وفلسطين".
- هاني المصري - "المقاومة كالسمك لا تعيش من دون ماء الشعب".